التحول الرقمي في مصر: نافذة أمل للجمعيات الأهلية

2025/01/14 بقلم: ا.ابراهيم يسرى
التحول الرقمي في مصر: نافذة أمل للجمعيات الأهلية
يشهد العالم تحولاً رقمياً متسارعاً، يطال كافة جوانب الحياة، ولا شك أن مصر، كجزء من هذا العالم، تسعى جاهدة لمواكبة هذا التطور.
<p>ليس التحول الرقمي مجرد استخدام أجهزة حديثة أو تطبيقات متطورة، بل هو تغيير جذري في طريقة العمل والتفكير، واستغلال التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. يكتسب هذا التحول أهمية خاصة في مصر، حيث يمثل فرصة حقيقية لتحسين جودة الخدمات، وتعزيز الشفافية، وتمكين المواطنين. تتجلى أهمية التحول الرقمي في مصر في عدة جوانب، منها: * **تحسين كفاءة الخدمات الحكومية:** من خلال رقمنة الإجراءات، يمكن تبسيطها وتسريعها، وتقليل الحاجة إلى التعاملات الورقية والبيروقراطية، ما يوفر الوقت والجهد على المواطنين والموظفين على حد سواء. * **تعزيز الشمول المالي:** يساهم التحول الرقمي في توفير خدمات مالية رقمية، تصل إلى المناطق النائية والفئات المهمشة، ما يدعم النمو الاقتصادي ويقلل من الفجوة بين المناطق المختلفة. * **دعم قطاع الأعمال:** من خلال توفير بيئة رقمية محفزة، يمكن للشركات، خاصةً الصغيرة والمتوسطة، أن تنمو وتتوسع، وتزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية. * **تحسين جودة التعليم والصحة:** يمكن استخدام التكنولوجيا في توفير حلول تعليمية مبتكرة، وتقديم خدمات صحية عن بُعد، ما يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين. لكن، لا يقتصر تأثير التحول الرقمي على القطاعات الحكومية والتجارية فقط، بل يمتد ليشمل القطاع الأهلي، حيث يمثل فرصة ذهبية للجمعيات الأهلية لتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية وكفاءة. تستطيع الجمعيات الأهلية في مصر الاستفادة من التحول الرقمي في عدة مجالات: * **إدارة البيانات:** من خلال استخدام قواعد البيانات وأنظمة إدارة المعلومات، يمكن للجمعيات تنظيم بيانات المستفيدين والمتطوعين والمانحين بشكل أفضل، وتحليلها لاستخلاص رؤى تساعد في اتخاذ القرارات. * **التواصل والتوعية:** يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والتطبيقات في نشر رسالة الجمعية، والتواصل مع الجمهور، وزيادة الوعي بالقضايا التي تعمل عليها. * **جمع التبرعات:** يمكن استخدام المنصات الرقمية في تسهيل عملية التبرع، والوصول إلى متبرعين جدد، وزيادة الشفافية في إدارة التبرعات. * **تقديم الخدمات:** يمكن استخدام التكنولوجيا في تقديم خدمات عن بُعد، مثل الاستشارات والدورات التدريبية، ما يوسع نطاق المستفيدين ويقلل من التكاليف. * **التواصل الداخلي:** يمكن استخدام أدوات التواصل الرقمي في تحسين التواصل والتنسيق بين أعضاء الجمعية والمتطوعين، ما يزيد من كفاءة العمل. على سبيل المثال، يمكن لجمعية تعمل في مجال مكافحة الأمية استخدام تطبيقات تعليمية تفاعلية، ومنصات تعليمية عن بُعد، للوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين في المناطق النائية. كما يمكن لجمعية تعمل في مجال الرعاية الصحية استخدام تطبيقات لتسجيل بيانات المرضى، وتوفير استشارات طبية عن بُعد. مع ذلك، يواجه التحول الرقمي في القطاع الأهلي بعض التحديات، مثل محدودية الموارد المالية، ونقص الكفاءات الرقمية، وعدم وجود بنية تحتية رقمية قوية في بعض المناطق. لذلك، من الضروري توفير الدعم للجمعيات الأهلية، من خلال برامج تدريبية، ومنح مالية، وتوفير بنية تحتية رقمية مناسبة. في الختام، يمثل التحول الرقمي فرصة تاريخية لمصر، وللجمعيات الأهلية على وجه الخصوص. من خلال استغلال التكنولوجيا بشكل فعال، يمكن للجمعيات أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في المجتمع، وتُساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. يجب على الجمعيات الأهلية أن تتبنى ثقافة التحول الرقمي، وأن تستثمر في بناء قدراتها الرقمية، لتكون قادرة على مواكبة التطورات، وتقديم خدمات أفضل للمجتمع.</p>